واعتضت من فقري ومن فاقتي ... عن التذاذ الطعم بالهم
جهلته فقرًا فكنت الذي ... أضله الله على علم
ومثله قوله:
أعمل في اللحم للعشاء ولا ... أنال منه العشا فما ذنبي
خلا فؤادي وفي فمي وسخ ... كأنني في جزراتي كلبي١
وظريف قوله:
كيف لا أشكر الجزارة ما عشـ ... ـت حفاظًا وأرفض الآدابا
وبها صارت الكلاب ترجيـ ... ـني وبالشعر كنت أرجو الكلابا
وقلبه أيضًا وقال:
لا تعبني بصنعة القصاب ... فهي أذكي من عنبر الآداب٢
كان فضلي على الكلاب فمذ صر ... ت أديبًا رجوت فضل الكلاب
ومثله قوله:
معشر ما جاءهم مسترفد ... راح إلا وهو منهم معسر
أنا جزار وهم من بقر ... ما رأوني قط إلا نفروا٣
وقال متهكمًا على المتنبي:
تعاظم قدري على ابن الحسين ... فذهني كالعارض الصيب٤
وكم مرة قد تحكمت فيه ... لأن الخروف أبو الطيب٥
١ الجزارة: دكان الجزار، وهو هنا بيته. ٢ القصاب: الجزار. ٣ نقر: خاف وهرب، نقز. ٤ ابن الحسين: هو المتنبي واسمه: أحمد بن الحسين الجعفي. العارض: المطر في غير أوانه. الصيب: الغزير. ٥ أبو الطيب: كنية المتنبي.