مِنْ أَنْفُسِهِمْ. أَيْ مِنْ نَوْعِهِمْ وَشَكْلِهِمْ. كَقَوْلِهِ: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} ، وَقَوْلِهِ: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} ، فَيُفِيدُ أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ أَزْوَاجًا مِنْ غير أنفسهم. وَالْعلم عِنْد الله تَعَالَى.] (١) .
باب الْإِيمَان بالكتب
- الْإِيمَان بالكتب كلهَا.
[قَوْله تَعَالَى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّه} يَعْنِي: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكُتُبِ كُلِّهَا كَمَا يَدُلُّ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ} ، وَقَوله: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} ] (٢) .
- صحف إِبْرَاهِيم ومُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَام -.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْراهِيمَ} لَمْ يُبَيِّنْ هُنَا هَذَا الَّذِي أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَلَكِنَّهُ بَيَّنَ فِي سُورَةِ «الْأَعْلَى» أَنَّهُ صُحُفٌ وَأَنَّ مِنْ جُمْلَةِ مَا فِي تِلْكَ الصُّحُفِ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحياةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ هَذَا لَفِى الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسَى} .
قَوْله تَعَالَى: {وَمَآ أُوتِىَ مُوسَى وَعِيسَى} لَمْ يُبَيِّنْ هُنَا مَا أُوتِيَهُ مُوسَى وَعِيسَى، وَلَكِنَّهُ بَيَّنَهُ فِي مَوَاضِعَ أُخر. فَذَكَرَ أَنَّ مَا أُوتيه مُوسَى هُوَ التَّوْرَاةُ الْمُعَبَّرُ عَنْهَا بِالصُّحُفِ فِي قَوْلِهِ: {صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسَى} ، وَذَلِكَ كَقَوْلِهِ: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} وَهُوَ التَّوْرَاةُ بِالْإِجْمَاعِ. وَذَكَرَ أَنَّ مَا أُوتِيَهُ عِيسَى هُوَ الْإِنْجِيلُ كَمَا فِي قَوْله: {وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
(١) - ٣/٢٩٠: ٢٩٢، النَّحْل / ٢٧.(٢) - ١/٢٥١، آل عمرَان / ١١٩، وَانْظُر أَيْضا (٥/٣١) (الْحَج/٥) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute