من أجل ذلك أثنى الله على نفسه فقال في أول سورة الفاتحة:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(١) وقال تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(٢) وحمد نفسه في خلق السماوات والأرض بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}(٣) وحمد نفسه بكمال ملكه لما في السماوات والأرض، فقال تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}(٤) وحمد نفسه لانفراده بابتداء الخلق من غير مثال سابق في قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(٥) وثناء العبد على ربه لا يستغرق جميع المحامد ولا يستطيع أن يحصي أحد الثناء عليه، ونبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق تعظيما لله وحمدا له كان من دعائه: «لا أحصي ثناء عليك أنت
(١) سورة الفاتحة الآية ٢ (٢) سورة الأنعام الآية ٤٥ (٣) سورة الأنعام الآية ١ (٤) سورة سبأ الآية ١ (٥) سورة فاطر الآية ١