إذا الحرب دارت عند كل عظيمة … ودارت رحاها بالليوث الهواصر
تبلج منه اللون وازداد وجهه … كمثل ضياء البدر بين الزواهر (٤)
وقال أبو عثمان سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه: حدثنا عبد الله حدثنا أبو عبد الله حدثنا المجالد بن سعيد والأجلح عن الشعبي، حدثني شيخ من جهينة قال: مرض منا رجل مرضا شديدا فنقل حتى حفرنا له قبره وهيأنا أمره فأغمي عليه ثم فتح عينيه وأفاق فقال أحفرتم لي؟ قالوا نعم، قال فما فعل الفصل - وهو ابن عم له - قلنا صالح مر آنفا يسأل عنك، قال أما إنه يوشك أن يجعل في حفرتي إنه أتاني آت حين أغمي علي فقال ابك هبل؟ أما ترى حفرتك تنتثل، وأمك قد كادت تثكل؟ أرأيتك أن حولناها عنك بالمحول، ثم ملأناها بالجندل، وقذفنا فيها الفصل، الذي مضى فأجزأك، وظن أن لن يفعل. أتشكر لربك، تصل وتدع دين من أشرك وضل؟ قال قلت نعم. قال قم قد برئت. قال فبرئ الرجل. ومات الفصل فجعل في حفرته. قال الجهيني: فرأيت الجهيني بعد ذلك يصلي ويسب الأوثان ويقع فيها.
وقال الأموي: حدثنا عبد الله قال بينما عمر بن الخطاب ﵁ في مجلس يتحدثون عن الجن، فقال خريم بن فاتك الأسدي [لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين]: ألا أحدثك كيف كان اسلامي؟ قال بلى، قال إني يوما في طلب ذود (٥) لي أنا منها على أثر تنصب وتصعد، حتى إذا كنت بأبرق العراق (٦) أنخت راحلتي وقلت أعوذ بعظيم (٧) هذه البلدة أعوذ برئيس هذا
(١) الضرائر; في الوفا ومجمع الزوائد. واعتكار الصرائر: تمازج الأصول; والمراد هنا أنه ﷺ أصفى الناس أصلا وأشرفهم نسبا. (٢) في مجمع الزوائد: بالظباء الخواطر. (٣) في مجمع الزوائد: والسيوف البواتر. وفي الوفا: يحمون سربه بدل تحمي أميرهم. (٤) في مجمع الزوائد: وازدان بدل وازداد. (٥) في مجمع الزوائد في رواية ابن عباس: في بغاء إبل لي - وفي رواية أبي هريرة: نعم لي. (٦) كذا في الأصل: أبرق العراق وهو تحريف والصواب أبرق العزاف وهو رمل لبني سعد بجبيل هناك (من جبال الدهناء) وإنما سمي العزاف لأنهم يسمعون به عزيف الجن وهو صوتهم. وعن السكري: العزاف على اثني عشر ميلا من المدينة قال حسان: لمن الديار والرسوم العوافي … بين سلع فأبرق العزاف معجم البلدان ٤/ ١١٨ معجم ما استعجم ٣/ ٩٤. (٧) في رواية ابن عباس: بعظيم هذا الوادي; وهو قول أهل الجاهلية.