للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: خرج بنو هلال وجمع من العربل على الحجاج، فقتلوا منهم خلقا كثيرا، وضاق الوقت وبطل الحج، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي والد الرضي على طريق المدينة، فتم حجهم ... انتهى من تاريخ ابن الأثير١.

ومنها: أنه في سنة أربع وستين وثلاثمائة بطل الحج من العراق مع توجههم منه؛ لأنهم قدروا أنهم لا يدركون الحج لأمر عرض لهم في الطريق، فعدلوا إلى المدينة المنورة، فوقفوا بها. ذكر ذلك بالمعنى ابن الأثير٢. وأما العتيقي فقال في أخبار هذه السنة: وحج بالناس سنة أربع وستين وثلاثمائة ابن القمر صاحب القرامطة٣ ... انتهى.

ومنها -على ما قال العتيقي: وبطل الحج في سنة خمس وستين وثلاثمائة، من ناحية العراق والمشرق، لاضطراب أمور البلاد٤ ... انتهى.

وفي هذه السنة -وهي خمس وستين- على ما ذكر صاحب "المرآة" حج بالناس علوي من جهة العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر، وخطب فيها بمكة والمدينة للعزيز٥ ... انتهى.

وذكر غيره ما يوافق ذلك، وأن العزيز أرسل جيشا في هذه السنة، فحصروا مكة وضيقوا على أهلها٦.

ومنها: أنه في سنة ست وستين وثلاثمائة حجت جميلة بنت ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان حجا يضرب به المثل في التجمل وأفعال البر؛ لأنه كان معها أربعمائة محمل على لون واحد، ولم يعلم الناس في أيها كانت، وكست المجاورين في الحرمين، وأنفقت فيهم الأموال العظيمة، ولما شاهدت الكعبة نثرت عليها عشرة آلاف دينار من ضرب أبيها ... انتهى بالمعنى من "المرآة"٧.

وقد ذكر حج هذه المرأة جماعة من أهل الأخبار، منهم الذهبي؛ لأنه قال في أخبار سنة ست وستين: وفيها حجت جميلة بنت الملك ناصر حمدان، وصار حجها يضرب به المثل، فإنها أغنت المجاورين، وقيل: كان معها أربعمائة محمل، لا يدري في أيها هي، لكونهن في الحسن والزينة نسبة٨، ونثرت على الكعبة لما دخلتها عشرة آلاف دينار٩ ... انتهى.


١ الكامل ٨/ ٢٣٣.
٢ الكامل ٨/ ٢٣٩.
٣ إتحاف الورى ٢/ ٤١٢.
٤ إتحاف الورى ٢/ ٤١٣، درر الفرائد "ص: ٢٤٦".
٥ الكامل ٨/ ٢٤١، المنتظم ٧/ ٨٠، المختصر في أخبار البشر ٢/ ١١٦، البداية والنهاية ١١/ ٢٨٣.
٦ إتحاف الورى ٢/ ٤١٣.
٧ مرآة الجنان ٢/ ٣٨٥، أعلام النساء ١/ ٢١٤.
٨ المنتظم ٧/ ٨٤، النجوم الزاهرة ٤/ ١٢٦.
٩ البداية والنهاية ١١/ ٢٨٧، دول الإسلام ١/ ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>