قال: ورمى الله القرمطي في جسده، وطال عذابه، حتى تقطعت أوصاله، وأراه الله تعالى عبرة في نفسه١ ... انتهى.
وأما قول العتيقي في أخبار هذه السنة، ولم يحج أحد من العراق، ففيه نظر؛ لأنه إن أراد بالعراق عراق العجم، فهو يخالف مقتضى قول الذهبي السابق وقتل في سكك مكة وشعابها من أهل خراسان والمغاربة، وغيرهم زهاء ثلاثين ألفا ... انتهى. وهذا يدل لحج أهل خراسان؛ وهم من عراق العجم، وإن أراد عراق العرب؛ فهو يخالف ما ذكره ابن الأثير؛ لأنه قال: في أخبار سنة سبع عشرة وثلاثمائة: حج بالناس هذه السنة منصور الديلمي٢، سار بهم من بغداد إلى مكة، فسلموا في الطريق، فوافاهم أبو طاهر القرمطي بمكة يوم التروية٣، فذكر من أفعاله القبيحة بمكة بعض ما سبق ذكره٤.
ومنها: أنه في سنة تسع عشرة وثلاثمائة لم يحج ركب العراق. على ما ذكر الذهبي في "تاريخ الإسلام"٥.
ومنها: أنه في سنة عشرين وثلاثمائة، بطل الحج من العراق، على ما ذكر العتيقي، والذهبي، وذكر العتيقي أن فيها حج ناس من أهل المغرب واليمن٦.
ومنها: أنه في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة بطل الحج من بغداد، على ما ذكر العتيقي وابن الأثير، لاعتراض القرمطي يلهم في الطريق فيما بين القادسية والكوفة٧.
ومنها: أنه في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بطل الحج من ناحية العراق، على ما ذكر العتيقي٨.
ومنها: أنه في سنة خمس وعشرين بطل الحج من العراق، على ما ذكره العتيقي والذهبي٩.
ومنها: أنه في سنة ست وعشرين بطل الحج من العراق، على ما ذكره الذهبي، وأما العتيقي فقال في أخبار هذه السنة: وخرج من بغداد نفر يسير من الحجاج رجالة،
١ البداية والنهاية ١١/ ١٦٤، مرآة الجنان ٢/ ٢٧٤، تاريخ الخميس ٢/ ٣٥٠، الإعلام بأعلام بيت الله الحرام "ص: ١٦٣". ٢ المنتظم ٦/ ٢٢٣، إتحاف الورى ٢/ ٣٧٤. ٣ دول الإسلام ١/ ١٩٢، تاريخ الخميس ٢/ ٣٥٠، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٢٤، سمط النجوم العوالي ٣/ ٣٦٠. ٤ دول الإسلام ١/ ١٩٢، تاريخ الخميس ٢/ ٣٥٠، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٢٤، سمط النجوم العوالي ٣/ ٣٦٠. ٥ دول الإسلام ١/ ١٩٤. ٦ النجوم الزاهرة ٣/ ٢٣٢، إتحاف الورى ٢/ ٣٨٢، ٢٨٣. ٧ الكامل ٨/ ١٠٨، البداية والنهاية ١١/ ١٢٣. ٨ درر الفرائد "ص: ٢٤١"، مروج الذهب ٤/ ٤٠٨، إتحاف الورى ٢/ ٣٦٨. ٩ النجوم الزاهرة ٣/ ٢٦٠، مروج الذهب ٤/ ٤٠٨.