وهي كقوله:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(١).
وقال السيوطي: أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس: أن قريشا دعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء، فقالوا: هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فأنزل الله:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}(٢) إلى آخر السورة. وأنزل {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ}(٣).
كل من عصى الله فهو جاهل؛ وأعظم المعاصي الشرك بالله، ولو أن عندهم علما كانوا مؤمنين، وليس بعد الكفر والشرك ذنب، ودعوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعبد أصنامهم وآلهتهم، وهم يعبدون إله محمد: من أعظم الأدلة على جهلهم وحمقهم، وتبلد إحساسهم، وعدم معرفتهم بالله وبشرع الله، وبسنن الله، وبمهمة نبي الله؛ وهذا لا شك أنه غاية في الجهل والبلادة - نسأل الله العافية -.
(١) سورة الأنعام الآية ٨٨ (٢) سورة الكافرون الآية ١ (٣) سورة الزمر الآية ٦٤