يكون المتن المروي به أصح من المتن المروي بالإسناد المرجوح١، لاحتمال انتفاء العلة عن الثاني ووجودها في الأول.
أو كثرة/ (ي١٤) المتابعات وتوافرها على الثاني دون الأول. فلأجل هذا ما خاض الأئمة إلا في الحكم على الإسناد خاصة. وليس الخوض فيه يمتنع، لأن الرواة قد ضبطوا، وعرفت أحوالهم وتفاريق٢ مراتبهم، فأمكن الاطلاع على الترجيح بينهم. وسبب الاختلاف في ذلك إنما هو من جهة أن كل من رجح إسنادا كانت أوصاف رجال ذلك الإسناد عنده أقوى من غيره بحسب اطلاعه، فاختلفت أقوالهم، لاختلاف اجتهادهم.
وتوضيح هذا أن كثيرا ممن نقل عنه الكلام في ذلك إنما يرجح إسناد أهل بلده، وذلك لشدة اعتنائه٣.
فروينا في الجامع٤ للخطيب من طريق أحمد بن سعيد الدارمي ٥ قال: "سمعت محمود بن غيلان٦ يقول قيل لوكيع ابن جراح٧:
هشام بن عروة٨يحدث عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها
١ من (ي) و (?) تصحيحا وفي (ر) و (ب) (الرجوع) وهو خطأ. ٢ كذا في كل النسخ ولعل الصواب (وتفاوت) . ٣ من (ي) وهامش (ر) وفي صلب (ر) و (?) (إفشائه) وفي (ب) (اجتنابه) والصواب ما أثبتناه. ٤ ١٠/ ١٩٤/ أ. ٥ هو أبو جعفر السرخسي ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة ٢٥٣?/ خ م د ت ق. تقريب ١: ١٥. ٦ محمود بن غيلان العدوي مولاهم أبو أحمد المروزي، نزيل بغداد، ثقة من العاشرة مات سنة ٢٣٩? وقيل بعد ذلك. تقريب ٢: ٢٣٣. ٧ وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي - بضم الراء وهمزة ثم مهملة، أبو سفيان الكوفي ثقة حافظ عابد من كبار التاسعة مات في آخر أو أول سنة مائة وسبع وتسعين ١٩٧?. تقريب ٢: ٣٣١. وتذكرة الحفاظ ١: ٣٠٦، وطبقات الحنابلة ١: ٣٩١، وتاريخ بغداد ١٣: ٤٦٦. ٨ هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ثقة فقيه ربما دلس من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائة/ ع. تقريب ٢: ٣١٩.