خامساً: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال:«اقتلوه»(٤).
ويستدل منها على النسخ: بأن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى:{وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} أن لا يقاتل المشركين عند المسجد الحرام إلا أن يبدءوا فيه بقتال، ثم نسخ الله ذلك بقوله:{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}. وبغيرها من الآيات السابقة؛ حيث أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- فيها بقتالهم، وهي آيات عامة تشمل الحل والحرم، وهذه
(١) سورة البقرة، الآية (١٩٣). (٢) سورة التوبة، الآية (٥). (٣) سورة التوبة، الآية (٣٦). (٤) سبق تخريجه في ص ١٠٣٩.