اختلف العلماء في أحياء ليلة النصف من شعبان إلى قولين:
١ - أنه بدعة وهو قول أكثر علماء الحجاز ومنهم عطاء١، وابن أبي مليكة ٢ ونقل عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم.
٢ - روي عن بعض التابعين ٣ أنهم كانوا يعظمونها ويجتهدون فيها بالعبادة ووافقهم طائفة من عباد أهل البصرة ٤.
واستدلوا على ذلك بالأحاديث الواردة في فضلها ومنها:
١ - عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال صلى الله عليه وسلم: "كنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله. قالت: يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال:
١ هو: عطاء بن أسلم القرشي مولاهم المكي، ولد في خلافة عمر رضي الله عنه وكانت وفاته بمكة سنة (١١٤هـ) ، وقيل (١١٥هـ) . انظر: تذكرة الحفاظ (١/٩٨) . ٢ هو: عبد الله بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمي المكي، توفي سنة (١١٧هـ) . انظر: تذكرة الحفاظ (١/١٠١-١٠٢) . ٣ كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم. انظر: لطائف المعارف لابن رجب (١٤٤) . ٤ المصدر نفسه (١٤٤) ، وانظر: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/٦٢٧) ، والبدع والنهي عنها لابن وضاح (٤٦) ، وأحياء علوم الدين للغزالي (١/٤٢٦) ، وفضائل الشهور والأيام للنابلسي (٣٩-٤٣) .