وقيل: الرسول هو المبعوث إلى أمة، والنبي هو المحدث الذي لا يبعث إلى أمة قاله قطرب ١.
وقيل: الرسول أعم فهو من البشر أو من الملائكة والنبي من البشر خاصة. ذكره صاحب كتاب مرام الكلام ولم ينسبه لأحد ٢.
وقيل: إن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بالتبليغ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بالتبليغ ذكره الألوسي ولم ينسبه إلى أحد" ٣.
قال الفهريهاري: المشهور عند العلماء كما ترى أن النبي أعم من الرسول إلا أنهم لم يأتوا فيه بضابط سالم من الاعتراض والقدح فمن قال: إن الرسول صاحب كتاب منزل عليه، والنبي من لا كتاب له يرد عليه أن الكتب السماوية مائة وأربعة ٤ عشر والرسل فوق الثلاثمائة ٥.
قلت: كذا قالوا: ولكن رواية عدد الكتب متروكة، ورواية عدد الأنبياء ضعيفة كما سيأتي.
١ هو محمد بن المستنير أبو علي البصري المعروف بقطرب إمام في اللغة والنحو ومن المصنفين فيهما، من تأليفه المثلث قال عنه الخطيب: "أحد العلماء بالنحو واللغة أخذ عن سيبويه وعن جماعة من علماء البصريين ويقال: إن سيبويه لقّبه قطربا، لمباركته إياه في الأسحار قال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل. والقطرب دويبة تدب ولا تفتر" مات سنة ٢٠٦هـ. تاريخ بغداد ٣/٢٩٨؛ وانظر ترجمته في لسان الميزان ٥/٣٧٨؛ ونزهة الآباء ١١٩؛ وشذرات الذهب ٢/٥؛ وتفسير الماوردي ٣/٨٧؛ ومجمع البيان٤/١١٩. ٢ مرام الكلام ص٣١. ٣ روح المعاني ١٧/١٧٣. ٤ مرام الكلام ص٣١؛ والرسالة الجامعة لصالح الكوزة بانكي ص٣٧. ٥ انظر مرام الكلام ص٣١.