للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن فتات العهن في كل منزل ... نزلن به حب الفنا١ لم يحطم

فإن حب الفنا أحمر الظاهر أبيض الباطن فهو لا يشبه الصوف الأحمر إلا ما لم يحطم، وكذا قول امرئ القيس٢:

حملت ردينيا كأن سنانه ... سنا لهب لم يتصل بدخان

ب- وقيل لا يختص بالنظم٣، ومثل بقوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} ٤.

٥- التذليل ٥:


١ قال المبرد:
الفنا: شجر يثمر ثمرا أحمر ثم يتفرق في هيئة النبق الصغار، فهذا من أحسن التشبيه، وإنما وصف ما يسقط من أنماطهن إذا أنزلن، والعهن: الصوف الملون، وقال الأصمعي: كل صوف عهن "٦٩ جـ٢ كامل".
والبيت في الكامل للمبرد ص٦٨ جـ٢، وفي الصناعتين ص٢٧٣.
٢ وينسب لعميرة بن جعيل "ص١٢٥ من المفضليات". وسيأتي الكلام عليه في التشبيه.
الرديني: الرمح منسوب إلى ردينة وهي امرأة اشتهرت بتقويم الرماح سنا اللهب ضؤوه. وسيأتي البيت في التشبيه.
والشاهد فيه قوله: "لم يتصل بدخان" فهي زيادة أتي بها إيغالا لتحقيق التشبيه وقوله بعد البيت "كما سيأتي" أي في باب التشبيه.
٣ فالإيغال على الوجه الأول مختص بالنظم وعلي هذا لا يختص به فهو على هذا ختم الكلام شعرا أو نثرا بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها أي بدون التصريح بها لا بدونها أصلا.
٤ فقوله: {وَهُمْ مُهْتَدُونَ} مما يتم المعنى بدونه؛ لأن الرسول مهتدٍ لا محالة؛ إلا أن في التصريح به زيادة حيث على الاتباع وترغيب في الرسل.
٥ راجع الكلام عليه في الصناعتين ص٣٦٤ و٤٠٣ والتذليل لغة جعل الشيء ذيلا للشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>