ومن أمثال السوء ما بثه فرعون في قومه في معارضة رسل الله، قَال الله تعالى:{قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ} ٢.
هكذا يوهم أن ما يدعوهم إليه رشاد، وهو عين الفساد {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} ٣.
تضمن الآية حجة لإبطال الشرك:
هذه الحجة متمثلة في مقابلة أحكامهم السيئة، وما نسبوه إلى الله من الشرك والولد، بقوله تعالى:{وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} .
وذلك: أن من هذه الأمور التي نسبوها إلى الله تعالى - وتقدم ذكرها في الآيات - أموراً هم ينفرون منها، ولا يرضونها لأنفسهم، فكيف ينسبونها إلى الله، وهو أعز وأجل وأعلى منهم.
١ سورة الأنعام آية (١١٢، ١١٣) . ٢ سورة غافر آية (٢٩) . ٣ سورة الزخرف آية (٥٤) .