(مسلما) من التسليم في الأمر، أي ساكتا، وفي رواية (مسلما) أي سالما من الخوض فيه، وروى (مسيئا). قال في الفتح: هو الأقوى من حيث نقل الرواية. وقواه بما في رواية ابن مردوية بلفظ: إن عليا أساء في شأني، والله يغفر له. قال: وإنما نسبته إلى الإساءة لأنه لم يقل كما قال أسامة: أهلك ولا نعلم إلا خيرا. بل ضيق على بريرة، وقال: لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، ونحو ذلك من الكلام، وخلاصة القول: أن عليا ﵁ لم يكن ليسيء الظن بأهل بيت رسول الله ﷺ، وحاشاه ﵁، وإنما حمله على تصرفه وقوله إشفاقه على رسول الله ﷺ، ورغبته في إذهاب الغم والكرب عن نفسه، لما رأى من شدة تأثره ﷺ بالأمر.