وقال ابن الأثير:"سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته؛ ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح"١.
والسلف في الاصطلاح:
اختلف في تحديد مفهوم السلف زمنيًا على عدة أقوال:
الأول: أنهم الصحابة فقط: وهو قول عدد من شراح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني٢.
الثاني: أنهم الصحابة والتابعون: وإليه ذهب أبو حامد الغزالي في قوله: "اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف أعني مذهب الصحابة والتابعين"٣.
الثالث: أنهم الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين: أي القرون الثلاثة التي أثبت لها النبي صلى الله عليه وسلم الخيرية بقوله في حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما: "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة"٤.
وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته" ٥.
١ النهاية ٢/ ٣٩٠. ٢ انظر: تحرير المقالة من شرح الرسالة ق ٣٦، مخطوط بمكتبة الجامعة الإسلامية رقم ٦٠٤. حاشية العدوي ١/ ١٠٦ رقم١، والثمر الداني، لعبد السميع الآبي ص ٢٤. ٣ الجام العوام من علم الكلام، "بتحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي"، ص ٥٣. ٤ خ: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ٧/ ٣، ح ٣٦٥٠. ٥ خ: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ٧/ ٣، ح ٣٦٥١.