ومن أجل هذا كان ارتباط القرآن بالكتب السماوية السابقة ارتباطا جذريا وموضوعا جليلا، الغرض منه إعادة نورها ونشره على العالم بعد أن خفت على مر العصور. فالقرآن يقدم لنا الواجبات الأساسية وعلم الحقيقة على أنها دعوة السابقين وسبيلهم المستقيم. فلقد حمل جميع رسل الله عليهم السلام ميزان العدل والقسط (١) وأمروا بأن يكسبوا رزقهم بالحلال وأن يعبدوا الله ويفعلوا الخير (٢). ولقد سن إبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام (٣) فريضة الصلاة والزكاة وكذلك إسماعيل عليه السلام (٤) وموسى (٥) وعيسى عليهما السلام (٦)، وفرض كذلك الصوم على الأمم السابقة (٧)، والحج فرضه إبراهيم عليه السلام (٨)، ولقد كان لكل أمة من الأمم السابقة مناسكها وعبادتها (٩) ولقد أدان كل من هود وصالح عليهما السلام النزعة المادية وحب الدنيا الزائد والعدوان والفساد (١٠) ولقد ثار لوط ضد فجور قومه (١١)، وشعيب ضد غش قومه في التجارة (١٢).
ولقد وعظ لقمان ابنه وهو يربيه، بدعوة الناس إلى الخير ونهيهم عن المنكر، وأن