العرب يطمسون التوحيد الأولي تحت أركام من الخرافات والأساطير (١). وأما الجانب الخلقي والاجتماعي فلم يكن أسعد من ذلك حالا، فوأد الأطفال (٢)، والبغاء (٣)، وزنا المحارم (٤)، وابتزاز المهور وإرث نساء الأقارب كرها (٥)، وظلم اليتامي (٦)، والجشع وإهمال الفقراء وازدراء الضعفاء (٧)، كان هو الطابع الغالب.
بل ان المروءة العربية المشهورة كان القرآن يعتبرها عاطفة في غير موضعها، ملطخة بالرذيلة والفساد، إن لم تكن الفساد بعينه؛ فلم يكن الغرض منها سوى الإسراف والمباهاة (٨).
وباختصار كانت حياتهم حياة (الضلال المبين)(٩)، وزمانهم زمن «الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى»(١٠).
ولقد كانوا يحتفظون في عاداتهم ببعض الآثار من ديانة إبراهيم واسماعيل عليهما السلام مثل الحج، ولكن هذه الآثار ذاتها، كانت تختلط بأخطاء وأوهام كثيرة (١١).