فإذا خشعَ القلبُ خشعَ السمع والبصر والوجه وسائر الأعضاء، وما ينشأ منها حتى الكلام، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه في الصلاة:«خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي»(٢).
ورأى بعض السلف رجلًا يعبث بيده في الصلاة، فقال:«لَوْ خَشَعَ قَلْبُ هَذَا؛ لَخَشَعَتْ جَوَارِحُهُ»(٣).
وقد وصف الله تعالى في كتابه الكريم الأرض بالخشوع فقال:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}[فُصِّلَت: ٣٩]، فاهتزازها ورُبُوُّها -وهو ارتفاعها- مزيل لخشوعها، فدلَّ عَلَى أنَّ الخشوعَ الَّذِي كانت عليه هو سكونها
(١) أخرجه البخاري (١/ ٢٠) رقم (٥٢)، ومسلم (٣/ ١٢١٩) رقم (١٥٩٩) من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه مسلم (١/ ٥٣٤) رقم (٧٧١) من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٢/ ٨٦) رقم (٦٧٨٧)، وابن المبارك في الزهد (١/ ٤١٩) رقم (١١٨٨)، وعبد الرزاق في مصنفه (٢/ ٢٦٦) رقم (٣٣٠٨) من قول سعيد بن المسيب - رحمه الله -.