وقال أبو سليمان الداراني - رحمه الله -: «أهلُ الليل في ليلهم ألذُّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببتُ البقاء في الدنيا»(٢).
وقال بعض السلف:«مساكين أهل الدنيا: خرجوا مِن الدنيا وما ذاقوا أطيبَ ما فيها. قالوا: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، والأُنس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عَمَّا سِوَاه»(٣).
وهذا الشوق والأُنس بالله والإقبال عليه، أعظمُ بواعثه العيشُ مع القرآن وتدبره والتنعم بتلاوتِه.
(١) ينظر: حلية الأولياء (٩/ ٣٦٩). (٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٧٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٤/ ١٤٦). (٣) ذكره ابن القيم في مدارج السالكين (١/ ٤٥٤)، وابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص ١٨٩).