قالت: شكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحط المطر، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنبر، فوضع، ثم صلى، ووعد الناس يخرجون يوماً. فقالت عائشة: وخرج رسول - صلى الله عليه وسلم - حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فحمد الله تعالى، ثم قال:"إنكم شكوتم إلي جدب جنابكم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم"، ثم قال:"الحمد لله رب العالمين، ملكٍ يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء"(١)
قال أبو جعفر: ففي هذا الحديث عن رسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ في فاتحة الكتاب:{مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:٤]. لا:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
وعن أم سلمة (٢) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إلى آخرها، يعدها بأصابع إحدى يديه سبع آيات {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وقرأ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، ولم يقرأ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. (٣)
(١) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة - باب رفع اليدين في الاستسقاء (ح ١١٧٣ - ١/ ٦٩٢). وقال هذا حديث غريب إسناده جيد. أهـ. والبيهقي في سننه- كتاب صلاة الاستسقاء - باب ذكر الأخبار التي تدل على أنه دعا أو خطب قبل الصلاة - (ح ٢ - ٣/ ٣٤٩). (٢) أم سلمة هي: هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، أم المؤمنين، وزوجة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، وكانت وفاتها سنة (٦١ هـ). (سير أعلام النبلاء - ٢/ ٢٠١). (٣) أخرجه الدار قطني في سننه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في الصلاة، والجهر بها، واختلاف الروايات في
ذلك - (ح ٢١ - ١/ ٣٠٧) وابن خزيمة في صحيحه - كتاب: الصلاة - باب: ذكر الدليل على أن (بسم الله الرحمن الرحيم) آية من فاتحة الكتاب - (ح ٤٩٣ - ١/ ٢٤٨).