قال أبو جعفر الطحاوي: عن ابن جرير عن أبيه (١)، قال: قدم ناس على النبي - صلى الله عليه وسلم - من مضر، متقلدي السيوف، مجتابي النِّمار (٢) - قال المسعودي (٣): النِّمار: الصوف - بهم ضر شديد وحاجة شديدة، فقام النبي عليه السلام فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:١]"تصدقوا قبل أن لا تصدقوا، ليتصدق الرجل من ديناره، وليتصدق الرجل من درهمه، وليتصدق الرجل من بره، وليتصدق الرجل من شعيره، وليتصدق الرجل من تمره"(٤)
(١) ابن جرير هو: المنذر بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، ذكره ابن حبان في كتاب (الثقات). (تهذيب الكمال-٧/ ٢٢٤). وأبوه هو: أبو عبد الله جرير بن عبد الله بن جرير البجلي الكوفي، صحابي جليل، شهد القادسية وغيرها، وكانت وفاته سنة (٥١ هـ). (أسد الغابة-١/ ٣٣٣). (٢) معنى قوله: (مجتابي النمار) أي: خرقوا ثياب صوف من وسطها. (شرح صحيح مسلم للنووي-٧/ ١٠٤). (٣) المسعودي هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي الكوفي، وثقة ابن حبان وغيره، وهو في الطبقة الخامسة من التابعين، وكانت وفاته ببغداد سنة (١٦٠ هـ) (تهذيب الكمال-٤/ ٤٢٧). (٤) أخرجه النسائي في سننه - كتاب: الزكاة باب: التحريض على الصدقة. (حـ-٢٥٥٣ - ٥/ ٧٩). والطبري في المعجم الكبير- (حـ-٢٣٧٤ - ٢/ ٣٢٩).