تعالى دون النبي , ولما كانت الولاية أكبر حيطة من النبوة وباطنا لها , شملت الأنبياء والأولياء. فالأنبياء هم أولياء فانون بالحق , باقون به , منبئون عن الغيب وأسراره .... ولا نهاية لكمال الولاية , فمراتب الأولياء غير متناهية) (١).
هذا ومثل هذا كثير عنده.
وهناك تلميذ آخر لابن عربي شيعي , فقال مثل ما قاله القيصري:
(وفي الحقيقة: الولاية هي باطن النبوة , والفرق بين النبي والرسول والوليّ أن النبي والرسول لهما التصرف في الخلق بحسب الظاهر والشريعة , والولي له التصرف فيهم بحسب الباطن والحقيقة ومن هذا قالوا: النبوة تنقطع , والولاية لا تنقطع أبدا) (٢).
وقال النسفي عزيز الدين بن محمد المتوفى ٦٧١ هـ في كتابه (زبدة الحقائق):
(إن طائفة من الصوفية ذهبت إلى تفضيل الولاية على النبوة , وقالوا: أن النبوة باطنها الولاية , وأما الولاية فباطنها عالم الإله) (٣).
هذا ما ذكره في كتابه (زبدة الحقائق) , وبمثل ذلك ذكر في كتابه (الإنسان الكامل) (٤).
وأما ما قاله في كتابه (كشف الحقائق) فهو:
(أيها العارف , إن العارفين عند أهل الوحدة ثلاثة طوائف: حكماء وأنبياء وأولياء , فالحكيم من يكون عارفا بطبائع الأشياء , والنبي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها , والولي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها وحقائقها , فظهر أنه لا يوجد في العالم أحد يضاهي الوليّ في العلم والقدرة , لأن الله له تجليّان: تجلي عام , تجلي خاص.
فالتجلي العام عبارة عن أفراد الموجودات , والتجلي الخاص عبارة عن الوليّ , وهذا هو معنى قول الله عز وجل: {فالله هو الوليّ وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء
(١) مقدمة شرح الفصوص للقيصري مخطوط ص ٨٦ وما بعد المنقول من كتاب ختم الأولياء ص ٤٩١.
(٢) كتاب نص النصوص لحيدر الآملي مخطوط ص ٩١ وما بعد.
(٣) زبدة الحقائق للنسفي طبعة فارسية ص ٥٩ بتصحيح تعليق حق وردي ناصري ط إيران ١٤٠٥هـ قمري.
(٤) انظر ص ١١٠.