وفي الباب ثلاثة أحاديث: حديث أبي المَليح -بفتح الميم- عن أبيه، وهو صحيح ورواه مسلم (١) -من رواية ابن عمر، واسم أبي المليح: عامر، وقيل: زيد، وقيل: عُمير. ولم يرو عنه غير ابنه المليح (٢)، وإسناد حديثه هذا كلهم بصريون.
الثاني: حديث أبي هريرة، وهو في "الصحيحين".
= والترمذي وغيرهما بإسنادٍ صحيح"، واحتج به في "شرح صحيح مسلم" (٤/ ١٢٨، ٢٨٧ - ٢٨٨) وحسنه في "خلاصة الأحكام" (١/ ٣٤٨). وقال الحافظ في "التلخيص الحبير": (١/ ٢١٦): "وصححه الحاكم وابن السكن"، وقال: "قال العقيلي: في إسناده لين، وهو أصلح من حديث جابر" وقال أيضًا: "قال ابن العربي: حديث جابر أصح شيء في هذا الباب، كذا قال، وقد عكس ذلك العقيلي، وهو أقعد منه بهذا الفن". قلت: وحديث جابر، عند: أحمد في "المسند" (٣/ ٣٤٠)، والترمذي (١/ ١٠)، والطبراني في "المعجم الصغير" (١/ ٢١٤)، وأبي نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (١/ ١٧٦) والخطيب في "الموضح" (١/ ٣٥٢)، وأبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (٢/ ٢٨٠ - ٢٨١). وله شاهد آخر من حديث أبي سعيد، عند: ابن أبي شيبة (١/ ٢٢٩)، والترمذي (٢/ ٣)، وابن ماجه (١/ ١٠١)، وأبي يوسف في "الآثار" (رقم (١)، والدارقطني في "السنن" (١/ ٣٥٩) والطبراني في "الأوسط" رقم (٢٤١١)، والحاكم (١/ ١٣٢)، والبيهقي (٢/ ٣٨٠)، والخطيب في "الموضح" (٢/ ١٧٨)، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وتعقبهما ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ٢١٦). والحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح. وانظر: "نصب الراية" (١/ ٣٠٨)، و"التلخيص الحبير" (١/ ٢١٦)، و"إرواء الغليل" (٢/ ٨ - ٩) و"الطهور" (ص ١٢٨ - ١٣٠) بتحقيقنا. (١) في صحيحه برقم (٢٢٤). (٢) كذا قال مسلم بن الحجاج في كتابه "المنفردات والوحدان" (ص ٣٥/ رقم ١٩) وسمَّى أبا المليح عامر بن أسامة.