قال الإمام أحمد وغيره: منه بدأ، أي هو المتكلم به، ولم يبتدِ من غيره كما قالت الجهمية القائلون بأن القرآن مخلوق، قالوا: خلقه في غيره فهو مبتدأ من ذلك المحل المخلوق (٢).
وقال ابن تيمية رحمه الله في «التسعينية»: «وهنا قولان في مسألة القرآن الكريم:
الأول: قول ابن كُلَّاب حيث قال: الحروف حكاية عن كلام الله وليس من كلام الله؛ لأن الكلام لا بد أن يقوم بالمتكلم، والله يمتنع أن يقوم به حروف وأصوات؛ فوافق الجهمية والمعتزلة في هذا النفي.
الثاني: قول الأشعري حيث قال: إن القرآن عبارة عن كلام الله» (٣).
والصحيح مذهب أهل السُّنة والجماعة وهو القول بأن القرآن كلام الله حقيقة.
والخلاصة: أن السلف -رحمهم الله- يؤمنون بأن الله قد تكلم بالقرآن وأنه - سبحانه وتعالى - أنزله، فيصفون القرآن بأنه منزل وليس بمخلوق، وأن صفة الكلام صفة مدح وكمال ونفيها نقص وعيب في حق الله, تعالى الله عن ذلك علوًّا