أما أبو الزبير: فقد تقدم رواية ابن عيينة عنه، وكذلك رواية الليث، وفيها:«صلَّى معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء». ووقع في روايةٍ عنه عند عبد الرزاق:«المغرب» كذا نبَّه عليه ابن حجر في «فتح الباري»(١).
وأما محارب: فتقدم برواية الأعمش عنه: «قام معاذ فصلَّى العشاء الآخرة»، ورواه ابن مهدي عن الثوري عن محارب «المغرب»، ذكره النسائي (٢) في باب القراءة في المغرب بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.
وقال أحمد في «المسند»(٣/ ٣٠٠)(٣): ثنا وكيع عن سفيان عن محارب .. عن جابر:«أن معاذًا صلَّى بأصحابه، فقرأ البقرة في الفجر، وقال عبد الرحمن ــ يعنى ابن مهدي ــ: المغرب».
وقال أبو داود الطيالسي في «مسنده»(ص ٢٣٩)(٤): حدثنا شعبة عن محارب قال: سمعت جابرًا يقول: انتهى رجل من الأنصار معه ناضحانِ له إلى معاذٍ وهو يصلِّي المغرب، فاستفتح معاذ بسورة البقرة أو النساء ــ قال شعبة: شكَّ محارب ــ، فلما رأى ذلك الرجل صلَّى، ثم انطلق، فبلغ الرجلَ أن معاذًا يقول: هو منافق، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فذكر ذلك له، فقال رسول
(١) (٢/ ١٩٣). (٢) (٢/ ١٦٨). (٣) رقم (١٤٢٠٢). (٤) رقم (١٧٢٨).