وروى ابنُ لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن سويدَ بن قيس أخبره عن عبد الرحمن بن معاوية: أن رجلًا سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما يَحِلُّ لي مما يحرمُ عليَّ؟ وردَّد عليه ثلاث مِرارٍ، كلَّ ذلك يسكتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال:"أين السائل؟ " فقال: أنا ذا يا رسول الله، فقال بأصابعه:"ما أنكر قلبُك فدعه". خرَّجه أبو القاسم البغوي في "معجمه"(١) وقال: لا أدري عبد الرحمن بن معاوية سمع من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ ولا أعلم له غير هذا الحديث. قلتُ: هو عبد الرحمن بن معاوية بن حديج جاء منسوبًا في كتاب "الزهد"(٢) لابن المبارك، وعبد الرحمن هذا تابعيٌّ مشهور، فحديثه مرسل.
وقد صحَّ عن ابن مسعود أنه قال: الإثم حوازُّ القلوب (٣)، واحتجَّ به الإمام أحمد (٤)، ورواه عن جرير، عن منصور، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله: إياكم وحزَّاز القلوب، وما حزَّ في قلبك من شيءٍ فدعه.
وقال أبو الدرداء: الخير في طمأنينة، والشرُّ في ريبة (٥).
وروي عن ابن مسعود من وجه منقطع أنه قيل له: أرأيتَ شيئًا يَحيكُ في صدورنا، لا ندري أحلال هو أم حرامٌ؟ فقال: إيَّاكم والحَكَّاكَاتِ، فإنَّهنَّ الإثم (٦)، والحَزُّ والحكُّ متقاربان في المعنى، والمراد: ما أثر في القلب ضِيقًا
= وهو متروك، والعلاء بن ثعلبة، وهو مجهول. (١) وكذلك نسبه السيوطي في "الجامع الكبير" ٢/ ٥٦١ إلى البغوي في "معجمه" وذكر قوله. (٢) رقم (٨٢٤) ورواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة قبل الاختلاط، فهو مرسل صحيح. (٣) تقدم تخريجه ص ١٥١. (٤) انظر ص ٥٧٥. (٥) تقدم تخريجه بأطول مما هنا ص ٥٧٥. (٦) ذكره ابن الأثير في "النهاية" وابن الجوزي في "غريب الحديث".