وما ذاك؟ قال: أرأيتَ بصرَك؟ أرأيت لسانَك؟ أرأيت يديك؟ أرأيت رجليك؟
وبإسناده عن أبي الدرداء أنَّه كان يقول: الصِّحَّةُ غِنى الجسد (١).
وعن يونس بن عبيد أن رجلًا شكا إليه ضِيقَ حاله، فقال له يونس: أيسُرُّك أن لك ببصرك هذا الذي تُبصِرُ به مئة ألف درهم؟ قال الرجل: لا، قال: فبيدك مئة ألف درهم؟ قال: لا، قال: فبرجليك؟ قال: لا، قال: فذكره نِعَمَ الله عليه، فقال يونس: أرى عندك مئين ألوفٍ وأنت تشكو الحاجة (٢).
وعن وهب بن مُنَبِّهٍ، قال: مكتوبٌ في حكمة آل داود: العافية المُلك الخفيُّ (٣).
وعن بكر المزني قال: يا ابن آدم، إن أردتَ أن تعلمَ قدرَ ما أنعمَ اللهُ عليك، فغمِّضْ عينيك (٤). وفي بعض الآثار: كم مِنْ نِعمَةٍ لله في عرقٍ ساكن (٥).
وفي "صحيح البخاري"(٦) عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"نِعْمَتان مغبونٌ فيهما كثيرَ من الناس: الصِّحَّةُ والفراغ".
فهذه النعم مما يُسألُ الإنسانُ عن شكرها يومَ القيامة، ويُطالب به كما قال تعالى:{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}[التكاثر: ٨]. وخرَّج الترمذيُّ وابنُ حبانَ
(١) "كتاب الشكر" (١٠٢). (٢) رواه أبو نعيم في "الحلية" ٣/ ٢٢. (٣) رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الشكر" (١٢٢). (٤) رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الشكر" (١٨٢). (٥) رواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢١٠ من قول أبي الدرداء. (٦) برقم (٦٤١٢). ورواه أيضًا أحمد ١/ ٢٥٨ و ٣٤٤، وابن المبارك في "الزهد" (١)، والترمذي (٢٣٠٤)، وابن ماجه (٤١٧٠)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٢٩٥).