الإمام أحمد" (١) عن المقداد بنِ الأسود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تقولون في الزنى؟ " قالوا: حرام حرَّمه الله ورسوله، فهو حرامٌ إلى يوم القيامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ يزني الرَّجُلُ بعشرِ نسوةٍ أيسرُ عليه من أن يزنيَ بامرأةِ جاره"، قال: "فما تقولون في السَّرقة؟ " قالوا: حرَّمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: "لأنْ يَسرِقَ الرجلُ من عشرة أبياتٍ أيسرُ عليه من أن يسرق من جاره".
وفي "صحيح البخاري" (٢) عن أبي شُريح عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله لا يُؤْمِنُ، والله لا يؤْمِنُ، واللهِ لا يؤمنُ" قيل: وَمَنْ يا رسولَ الله؟ قال (٣): "مَنْ لا يأْمَنُ جارهُ بوائِقَه"، وخرَّجه الإمامُ أحمد وغيره من حديث أبي هريرة (٤).
وفي "صحيح مسلم" (٥) عن أبي هُريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَدخُلُ الجنَّة مَنْ لا يَأْمَنُ جارُه بوائقَهُ".
وخرَّج الإمامُ أحمد، والحاكم من حديث أبي هُريرة، قال: قيلَ: يا رسولَ الله إنَّ فلانة تُصلي الليلَ، وتصومُ النهار وفي لسانها شيءٌ تؤذي جيرانها سليطة، قال: "لا خير فيها، هي في النار"، وقيل له: إن فلانة تُصلي المكتوبةَ، وتصومُ رمضانَ، وتتصدَّقُ بالأثوارِ، وليس لها شيءٍ غيره، ولا تؤذي أحدًا، قال: "هي في الجنة" ولفظ الإمام أحمد: "ولا تؤذي بلسانها جيرانها" (٦).
(١) ٦/ ٨، وسنده قوي، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (١٥٣) والطبراني في "الكبير" ٢٠/ ٦٠٥، وذكره الهيثمي في "المجمع" ٨/ ١٦٨، وقال: ورجاله ثقات. (٢) برقم (٦٠١٦). ورواه أيضًا أحمد ٤/ ٣١ و ٦/ ٣٨٥. (٣) جملة: "قيل: ومَنْ يا رسول الله" سقطت من (أ) و (ب)، واستدركت من "البخاري". (٤) رواه أحمد ٢/ ٢٨٨ و ٣٣٦، والبخاري (٦٠١٦). (٥) برقم (٤٦). ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (١٢١). (٦) رواه أحمد ٢/ ٤٤٠، والبخاري في "الأدب المفرد" (١١٩)، وصححه الحاكم=