الْحَافِظ ابْن حجر: "فِيهِ شَيْء يسير من زيادات أبي بكر القَطِيعي الرَّاوِي عَن عبد الله " ١، وبيّنها فِي عدَّة مَوَاضِع من كِتَابه: "إطراف المُسْنِد المُعتلي بأطراف الْمسند الْحَنْبَلِيّ " ٢، وَكتابه: "إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أَطْرَاف الْعشْرَة " ٣، وَقد وقفت على أَرْبَعَة أَحَادِيث مِنْهَا، رَوَاهَا عَن شُيُوخه الْمَعْرُوف بالرواية عَنْهُم٤.
وَقد حصل وهم للعلامة الهيثمي فعزى أَحدهَا٥ إِلَى الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده، وَسبب هَذَا الْوَهم عناية الهيثمي فِي كِتَابه: "مجمع الزَّوَائِد " بمتن الحَدِيث وصحابيه، وَلِهَذَا ذهل فِي هَذَا الْموضع عَن طرف إِسْنَاده الْأَدْنَى، وَمن ذَا يسلم.
ويتبين من خلال دراسة هَذِه الزِّيَادَات أَن إِسْنَاد الحَدِيث الأول واه، فَشَيْخ القَطِيعي فِيهِ رَمَوْهُ بِالْكَذِبِ.
وَكَذَا إِسْنَاد الحَدِيث الثَّانِي حَيْثُ إِن فِيهِ رَاوِيا رَمَوْهُ بِالْكَذِبِ، مَعَ أَن فِي إِسْنَاده اضْطِرَاب، والْحَدِيث الثَّالِث صَحِيح، وَأما الرَّابِع فَالَّذِي يظْهر أَن القَطِيعي أَخطَأ فِي مَتنه فَقلب الْمَعْنى ٦.
وَالْخُلَاصَة: أَن أَسَانِيد أَكْثَرهَا واهية مَعَ قلتهَا، والقَطِيعي لَيْسَ من الْأَئِمَّة النقاد الَّذين لَهُم الْخِبْرَة بأحوال الروَاة والأسانيد، وَهُوَ مثل المؤلفين فِي الْفَضَائِل والمغازي وَغَيرهم مِمَّن يعنون بِمُجَرَّد نقل الْأَخْبَار وَأَدَاء مَا سمعُوا، وَفِيهِمْ يَقُول
١ - المعجم المفهرس ١٢٩٢ - مِنْهَا: ١/٢٧٠/١٥٥٣ - مِنْهَا: ١/٣٩٣/٢٨٩٤ - انْظُر الْفَصْل الثَّانِي، ص: ٢٦٥ - انْظُر الحَدِيث الثَّانِي هُنَا، ص: ٣٠٦ - انْظُر، ص: ٤٠
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute