أ- المحكم: تقول العرب: حاكمت وحكمت وأحكمت بمعنى: رددت ومنعت، والحاكم يمنع الظالم عن الظلم، وحكمة اللجام: هي التي تمنع الفرس عن الاضطراب، وفي حديث النخعي: أحكم اليتيم كما تحكم ولدك، أي: امنعه عن الفساد:
قال جرير:
أبني حنيفة أحكموا سفاءكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا
أي: امنعوا سفاءكم.
وبناء محكم، أي: وثيق يمنع من تعرض له، وسميت الحكمة حكمة لأنها تمنع عما لا ينبغي (١)، وقيل: إن إحكام الشيء إصلاحه وإتقانه، وإحكام آيات القرآن إحكامها من خلل يكون فيها، أو يقدر ذو زيغ أن يطعن فيها من قبله (٢).
ب- المتشابه: أما المتشابه فهو أن يكون أحد الشيئين مشابها للآخر بحيث يعجز الذهن عن التمييز بينهما.
قال الله تعالى: .. وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً .. [البقرة: ٢٥]. أي: متفق المنظر مختلف الطعوم، وقال تعالى: تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ [البقرة: ١١٨]. ومنه يقال:(اشتبه عليه الأمران) إذا لم يفرق بينهما. قال عليه السلام:«الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات»(٣).
(١) التفسير الكبير للرازي ٧/ ٢٢٥، وانظر القاموس المحيط في مادة حكم وكذلك جامع البيان للطبري بتحقيق محمود شاكر ٥/ ٢٢٥ وما بعدها، وتفسير أبي حيان ٥/ ٢٠٠، ط بيروت. (٢) انظر القاموس المحيط ومناهل العرفان ٢/ ١٦٦. (٣) صحيح البخاري. كتاب البيوع. باب الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات ح (٢٠٥١).