عُلِمَ من ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يمنعنا من الاشتغال بالسبب الظاهرى فلو جاء علينا الجوع فعلينا أن نأكل قال تعالى {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ}(١). ونحتاج إلى الزوجة فنتزوج فالله - سبحانه وتعالى - يقول لنا {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}(٢). وإذا رزقنا بالمولود فالله يقول {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(٣) وقال تعالى {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ}(٤).
من جميع الآيات السابقة عُلِمَ أن الله تعالى ما منعنا من الاشتغال بالأسباب الظاهرية ولكن الله تعالى منعنا من الاتكال على الأسباب الظاهرية.
وكيف يُعْلَم ذلك .. ؟ بالامتحان.
قال تعالى {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}(٥).
كيف الله - عز وجل - يمتحن عبده؟
(١) سورة البقرة - من الآية ٦٠. (٢) سورة النساء - من الآية ٣. (٣) سورة البقرة - من الآية ٢٣٣. (٤) سورة الطلاق - من الآية ٦. (٥) سورة العنكبوت – الآية ٢.