عن عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه - قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: أنت سيدنا، فقال:«السَّيِّدُ الله» أخرجه أحمد وأبو داود (١).
الله تبارك وتعالى هو السيد، الذي كمل في سؤدده، المحتاج إليه على الإطلاق، الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلا.
وهو سبحانه السيد، الذي تحق له السيادة، فالسموات والأرض، والملائكة والروح، والإنس والجن، والنبات والحيوان، كل هؤلاء خلق للبارئ عزَّ وجلَّ، ليس بهم غنية عنه في بدء أمرهم وهو الوجود، ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض العارضة أثناء البقاء.
ومن هذه صفاته، وهذا فعله، وهذه قدرته، كان حقاً له جل ثناؤه أن يكون سيداً، وكان حقاً على العباد أن يدعوه بهذا الاسم، فالسؤدد حقيقة لله عزَّ وجلَّ، والخلق كلهم عبيد له، وهو مالكهم وربهم ومولاهم: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)} [الحج: ٧٨].
(١) صحيح: أخرجه أحمد برقم (١٦٣١٦). وأخرجه أبو داود برقم (٤٨٠٦) وهذا لفظه، صحيح سنن أبي داود رقم (٤٠٢١).