ثم قال: ولما سقاهم من جوده الغيث الذي أخصبت به منازلهم، وتروضت بسقياه مواضعهم، فقابلوا ذلك بالكفر، وتلقوه بقلة الشكر، أرسل عليهم من جيوشه غير ذلك الغيث، قبرقت لهم السيوف، وهطلت عليهم الحتوف، وعادت البوارق التي كانت تقدم إليهم نعمة، بوارق سلاح أفرغت عليهم نقمة.
ثم يقول، موبخاً لقبائل كعب بن ربيعة، بما حرمت أنفسها من فضل سيف الدولة: وما يوجع الحرمان من كف من شهر بخله، ولا يؤمل فضله، كما يوجع من كف جواد لا يبخل، وفاتح لأسباب الرزق لا يغفل. يشير إلى أن ما منعوه أنفسهم من فضل سيف الدولة، إنما كان عادة دائمة، ونعمة سابغة.