على رسول الله ﷺ وقد فتح خيبر، فكلم المسلمين فأشركونا في سهمانهم (١).
وقال مالك، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، أخبرني سويد بن النعمان، أنه خرج مع رسول الله ﷺ عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء - وهي أدنى خيبر - صلى العصر، ثم دعا بأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري، فأكل رسول الله ﷺ وأكلنا. ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ: أخرجه البخاري (٢).
وقال حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال: خرجنا مع النبي ﷺ إلى خيبر فسرنا ليلا. فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟. وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم ويقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا.
فاغفر فداء لك ما اقتفينا … وثبت الأقدام إن لاقينا.
وألقين سكينة علينا … إنا إذا صيح بن أتينا.
وبالصياح عولوا علينا.
فقال رسول الله ﷺ: من هذا السائق؟ قالوا: عامر. قال: يرحمه الله. قال رجل من القوم: وجبت يا رسول الله، لولا أمتعتنا به. فأتينا خيبر فحاصرهم، حتى أصابتنا مخمصة شديدة. فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال رسول الله ﷺ: ما هذه النيران على أي شيء توقد؟ قالوا: على لحم حمر إنسية. فقال: أهريقوها واكسروها. فقال رجل: أو يهريقوها ويغسلوها. قال: أو ذاك.
قال: فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر، فتناول به ساق يهودي ليضربه، فيرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه.
(١) دلائل النبوة ٤/ ١٩٨ - ١٩٩. (٢) البخاري ١/ ٦٣ و ٦٤ و ٤/ ٦٦ و ٥/ ١٦٠ و ١٦٦ و ٧/ ٩٠ و ١٠٥، ودلائل النبوة ٤/ ٢٠٠. وانظر المسند الجامع حديث (٥١٦٤) لمزيد من التفصيل.