أبو إسحاق السبيعي، عن هانئ بن هانئ، سمع عليا يقول: أبو ذر وعاء ملئ علما، ثم أوكي عليه، فلم يخرج منه شيء حتى قبض (١).
شريك، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: أمرت بحب أربعة لأن الله يحبهم: علي، وأبي ذر، وسلمان، والمقداد. أبو ربيعة هذا خرج له أبو داود وغيره، قال أبو حاتم (٢): منكر الحديث.
عبد الحميد بن بهرام: حدثنا شهر، حدثتني أسماء أن أبا ذر كان يخدم النبي ﷺ، فإذا فرغ من خدمته أوى إلى المسجد، وكان هو بيته، فدخل النبي ﷺ المسجد ليلة فوجده نائما، فنكته برجله، فجلس فقال له: ألا أراك نائما؟ قال: فأين أنام؟ فجلس إليه رسول الله ﷺ فقال: كيف أنت إذا أخرجوك منه؟ قال: ألحق بالشام. قال: كيف أنت إذا أخرجوك منها؟ قال: إذا أرجع إلى المسجد فيكون بيتي ومنزلي. قال: فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟ قال: إذا آخذ سيفي فأقاتل حتى أموت، قال: فكشر إليه رسول الله ﷺ وقال: أدلك على خير من ذلك: تنقاد لهم حيث قادوك حتى تلقاني وأنت على ذلك. أخرجه الإمام أحمد (٣).
الأوزاعي قال: حدثني أبو كثير، عن أبيه، قال: أتيت أبا ذر، وقد اجتمعوا عليه عند الجمرة الوسطى يستفتونه، فأتاه رجل فقال: ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فرفع رأسه وقال: أرقيب أنت علي! لو وضعتم الصمصامة على هذه، ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله ﷺ قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها.
رواه غير واحد عن الأوزاعي. واسم أبي أبي كثير مرثد، صدوق (٤).
(١) أخرجه أحمد ٥/ ٣٥١. (٢) الجرح والتعديل ٦/ الترجمة ٥٧٥. (٣) مسند أحمد ٥/ ١٧٦، وهو ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف عند التفرد كما بيناه في "تحرير التقريب"، ولم يتابع. (٤) بل مجهول كما بيناه في "تحرير التقريب"، وقد خالف المصنف قوله في الميزان =