كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري

المتكلمون في الرجال - ص: 514

[الْمُتَكَلَّمُونَ في الرِّجَالِ] (١)

وَأَمَّا الْمُتَكَلَّمُونَ فِي الرِّجَالِ فَخَلْقٌ مِنْ نُجُومِ الْهُدَى وَمَصَابِيحِ الظُّلَمِ، الْمُسْتَضَاءِ بِهِمْ فِي دَفْعِ الرَّدَى، لَا يَتَهَيَّأُ حَصْرُهُمْ مِن (٢) زَمَنِ الصَّحَابَةِ -رضي الله عنهم- وَهَلُمَّ جَرًّا، سَرَدَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي مُقَدِّمَةِ "كَامِلِهِ" (٣) مِنْهُمْ خَلْقًا إِلَى زَمَنِهِ.

فَالصَّحَابَةُ الَّذِينَ أَوْرَدَهُمْ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأَنَسٌ، وَعَائِشَةُ -رضي الله عنهم-.

وَتَصْرِيحُ كُلٍّ مِنْهُمْ بِتكْذِيبِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ فِيمَا قَالَهُ.

وَسَرَدَ مِنَ التَّابِعَيْنِ عَدَدًا (٤) كَـ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالسَّعِيدَيْنِ (٥) ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَابْنِ جُبَيْرٍ.

وَلَكِنَّهُمْ فِيهِمْ قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ بَعْدَهُمْ؛ لِقِلَّةِ الضَّعْفِ فِي مَتْبُوعِهِمْ (٦) إِذْ أَكْثَرُهُمْ صَحَابَةٌ عُدُولٌ، وَغَيْرُ الصَّحَابَةِ مِنَ الْمَتْبُوعِينَ أَكْثَرُهُمْ ثِقَاتٌ.

---

(١) زيادة من المحقق. وأصل هذا المبحث مأخوذ من رسالة الذهبي: ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، ص ١٧١ - ٢٢٧. طبعت بعناية: عبد الفتاح أبو غدة. وكذلك قام أبو غدة بإفراد هذا المبحث والتعليق عليه، وطبعه بعنوان: المتكلمون في الرجال. وهما من نشر: دار البشائر. هذا وقد ذكر السخاوي هذا المبحث في كتابه: فتح المغيث، ٤/ ٤٣٨ - ٤٤٣.
(٢) في باقي النسخ: في.
(٣) انظر: ١/ ٤٧ - ٤٩.
(٤) أي: ابن عدي. انظر: الكامل، ١/ ٥٠ - ٥٧.
(٥) في أ: السعيد، والمثبت من باقي النسخ.
(٦) كذا في جميع النسخ، وفي فتح المغيث. انظر: ٤/ ٤٣٨. وصوَّبها عبد الفتاح كذا: متبوعيهم. انظر: المتكلمون في الرجال، ص ٩٦.