تكذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة (١) بين الغنمين» (٢). فقد سمى ابن عمر الرواية بالمعني كذبا.
الثانية: روى ابن عمر حديث أركان الإسلام فقال: «بني الإسلام على خمس: على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج» فقال رجل مستفهما: الحج وصيام رمضان؟ قال:«لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»(٣). فقد رفض ابن عمر مجرد التقديم والتأخير في الألفاظ.
المثال السادس: أنس بن مالك -- رضي الله عنه - من المكثرين (٤)، وكان يتقي مع ذلك الحديث عن النبي لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من تعمد على كذبا فليتبوأ مقعده من النار»(٥)، وكان إذ روى حرص على اللفظ، فقد روى حديث «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه (أو قال: لجاره) ما يحب لنفسه»، فقد تردد أنس في اللفظ فبين ذلك من حرصه على أداء اللفظ كما سمعه (٦).
المثال السابع: أبو بكرة -- رضي الله عنه - روى حديث الكبائر فقال: «كنا عند
(١) العائرة: أي المترددة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع (انظر: ابن الأثير النهاية ٣/ ٣٢٨). (٢) انظر: أحمد: المسند (٨/ ١٦) ت: أحمد شاكر، وصحح إسناده. ط. دار المعارف. (٣) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب معرف الإيمان الإسلام (١/ ٤٥)، رقم (١٦). (٤) انظر: أحمد شاكر: الباعث الحثيث (ص: ١٨٧). (٥) صحيح مسلم - المقدمة - باب التحذير من الكذب على رسول الله (١/ ١٠)، رقم (٢). (٦) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه (١/ ٦٧)، رقم (٤٥).