مناقشة هذين الدليلين: نوقشا بأن ما ورد فيهما مجرد فعل، والفعل المجرد لا يدل على الواجب (٢) .
الإجابة عن هذه المناقشه: يجاب عنها بالتسليم بذلك لو لم يكن هناك دليل غيرهما على المسألة، لكن ورد الأمر بالخطبة مجملا في قوله - تعالى -: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}[الجمعة: ٩] كما تقدم، فيكون هذا الفعل بيانا لهذا الأمر المجمل، فيكون واجبا، والله أعلم.
٣ - ما جاء في حديث مالك (٣) بن الحويرث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»(٤) .
(١) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة - باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة وما فيهما من الجلسة ٢ / ٥٨٩، الحديث رقم (٨٦٢) . (٢) ينظر: نيل الأوطار ٣ / ٢٦٥. (٣) هو مالك بن الحويرث بن أشيم بن زياد بن خشيش الليثي، يكنى بأبي سليمان، سكن البصرة، وقدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شبيبة من قومه فعلمهم الصلاة، وأمرهم بتعليم قومهم إذا رجعوا إليهم، وتوفي سنة ٧٤ هـ. (ينظر أسد الغابة ٤ / ٢٧٧، والإصابة ٣ / ٣٤٢) . (٤) أخرجه البخاري في صحيحة في كتاب الأذان - باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة. ١ / ١٥٥.