قال الهيثم بن جميل: قيل لمالك: الرجل له علم بالسنة يجادل عنها؟ قال: لا، ولكن ليخبر بالسنة فإن قبل منه وإلا سكت.
قال أبو طالب المكى: كان مالك أبعد الناس من مذاهب المتكلمين، وأشدهم بغضا للعراقيين، وألزمهم لسنة السالفين من الصحابة والتابعين.
- * -
قال سفيان بن عيينة: سأل رجل مالكا فقال: "الرحمن على العرش استوى"(٦٦)، كيف استوى يا أبا عبد الله؟ فسكت مالك مليا حتى علاه الرحضاء (٦٧)، وما رأينا مالكا وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينظرون ما يأمر به، ثم سرى عنه فقال:
- الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب، وإنى لأظنك ضالا، أخرجوه!
فناداه الرجل: يا أبا عبد الله، والله الذي لا إله إلا هو، لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له.
(٦٦) الآية ٤ من سورة طه. (٦٧) بضم الراء وفتح الحاء، العرق الشديد.