تقويم الخطيب لخطبه إن ما وهبه الله تعالى للإنسان من جوارح، من سمع، وبصر، وغير ذلك ينبغي أن يكون شاهدا عليه، مقوما لعمله، ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله:" المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه "(١) .
وعنه:" لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه، ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدما لا يحاسب نفسه "(٢) .
وعنه أيضا:" إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته "(٣) .
وقال ميمون بن مهران:" لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه "(٤) .
وقد دل على وجوب محاسبة النفس، وتقويمها، والنظر في الأعمال وتسديدها قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر: ١٨]
قال قتادة:" ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد "(٥) .