النوع الرابع: الترهيب بالوعيد بالعذاب الآجل في الآخرة: الوعيد بالعذاب الآجل يوم القيامة هو من الأقوال العظيمة الحكيمة التي تلين لها قلوب أهل العقول حين تذكر ببطش الله ونقمته وعذابه الأليم لمن حاد الله ورسوله وتعدى حدوده، {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}[النساء: ١٤](٣){وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الجن: ٢٣](٤){وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥](٥).
وهذا النوع كثير في كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (٦).
النوع الخامس: الترهيب بوصف حال الكفار والمجرمين وما أعد الله لهم من عذاب في الآخرة: من المعلوم يقيتا أن وضف الداعية الحكيم أحوال الكفار والمنافقين والغصاة وهم يتلفون أنواعا من العذاب الأليم، وذكره لبعض ما أعد الله
(١) انظر سورة يونس الآيات ٨٨ - ٩١، والزخرف الآيات ٥١ - ٥٦. (٢) انظر سورة القصص الآية ٧٦، وانظر التفصيل في ذلك في كتاب الجواب الكافي لابن القيم، ص٨٤ - ٨٦ وسورة الأعراف الآيات٥٩ - ١٤١، وهود ٢٥ - ١١٠. (٣) سورة النساء، الآية ١٤. (٤) سورة الجن، الآية ٢٣. (٥) سورة النساء، الآية ١١٥. (٦) انظر كتاب التخويف من النار لابن رجب ص١٣.