للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فصل: نقل الحافظ السيوطي عن الحافظ نور الدين الهيثمي أنه قال في سند البزار (١): «رجاله موثقون»؛ فاعترض عليه السيد عبد الله (٢) بأن أبا حمزة ضعيف، وأن ابن عدي قال: «وأحاديثه خاصة عن إبراهيم مما لا يتابع عليه». اهـ قال: وأثر ابن مسعود هذا منها.

أقول: أما اعتراضه على الحافظ نور الدين فله وجه، ولنا عنه جواب نحتفظ به لوقت آخر.

وأما قوله: «هذا منها» فنسأله: كم من صحيح وسنن ومسند ومعجم ومشيخة وجزء وتاريخ ومصنف وفوائد راجعت في البحث عن هذا حتى عرفت أنه منها؟ أو من ذكر هذا من الحفاظ المطلعين مثل الحافظ وأضرابه؟ حتى أعترض عليك وعليه بأني وأنا مشغول البال مشوش الفكر ليس عندي عشر العشر من كتب السنة، قد وجدت له متابعا أو متابعين مع أني ما بحثت في شيء من الكتب التي عندي إلا كتابا أو اثنين و لم أمد يدي إلى ثالث أصلا، فوجدت في أول كتاب أخذته للبحث، ومن الغريب أني عندما فتحته وجدت فيه أمامي: «باب الصلاة في الطاق (٣)»: «أخبرنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم أنه كان يؤمهم فيقوم عن يسار الطاق وعن يمينه، يعني يكره الصلاة فيه، قال محمد بن الحسن: وأما نحن فلا نرى بأسا أن يقوم بحيال الطاق ما لم يدخل فيه إذا كان مقامه خارجا منه وسجوده فيه، وهو قول أبي حنيفة ». اه من كتاب «الآثار» (٤) لمحمد بن الحسن.

فهذا حماد يتابع أبا حمزة في الرواية عن إبراهيم كراهة الصلاة في المحراب، وإبراهيم يروي جميع الأحكام عن أصحاب ابن مسعود عنه. فكيف لو بحثنا في


(١) قال البزار في «مسنده» ٥/ ٢١: «حدثنا محمد بن مرداس، قال: نا محبوب بن الحسن، قال: نا أبو حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أنه كره الصلاة في المحراب وقال: إنما كانت الكنائس فلا تشبهوا بأهل الكتاب».
(٢) «إعلام الأريب» ص ٢٩ تعليقة رقم (١).
(٣) قال الرازي في «مختار الصحاح» ص ١٩٤: «الطاق: ما عقد من الأبنية، والجمع: الطاقات والطيقان، فارسي معرب». اهـ
(٤) كتاب «الآثار» لمحمد بن الحسن ١/ ٢٥١.

<<  <   >  >>