قوله تعالى: قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ (١): «أي الأمور كلها تحت تصريفه، وهو المعطي المانع، يمنّ على من يشاء بالإيمان والعلم والتصرف التام ... ».
وقال في تفسير آية: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (٢): «أي هو حاضر معهم، يسمع أقوالهم، ويرى مكانهم، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم، فهو تعالى المبايع بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم».
وقال في آية بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ (٣): «أي بل هو الواسع الفضل، الجزيل العطاء، الذي ما من شيء إلا عنده خزائنه».
وهكذا الشأن في قوله: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى: ما ورد هذا التعبير إلا في مناسبة بيان عظمة سلطانه تعالى، وأنه هو وحده المتصرف في الأكوان بقهره وجبروته كالأمثلة التالية:
قال الإمام ابن كثير في آية الأعراف (٤) ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ:
«وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه
(١) سورة آل عمران، الآية ٧٣ وتفسير ابن كثير ج ٢ ص ٤٩. (٢) سورة الفتح، الآية ١٠ وتفسير ابن كثير ج ٧ ص ٣١٢. (٣) سورة المائدة، الآية ٦٤ وتفسير ابن كثير ج ٣ ص ١٣٨. (٤) تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٤٢٢ وكذا قال في تفسير آية (٢) من الرعد ج ٤ ص ٣٥٢. «يمرّر كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل، تعالى الله علوا كبيرا».