وهو قياس أحد الوجهين لأصحابنا فيمن قال:"عصيتُ الله في كلِّ ما أمرني به (١) ".
فصلٌ (٢)
والحكم في سائر الأنبياء كالحكم في نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُعلم أن أحدًا فرَّق بين نبيٍّ ونبي، ولا ريب أن جُرْم سابِّه أعظم من سابِّ غيره.
فصلٌ (٣)
فأما من سبَّ أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فمن قذف عائشةَ بما برَّأها الله منه، فقد كفر، حَكَى الإجماعَ عليه غير واحدٍ (٤).
وأما من سبَّ غيرها من أزواجه - صلى الله عليه وسلم -؛ ففيه قولان:
أحدهما: أنه كسبِّ واحدٍ من الصحابة على ما سيأتي.
والثاني:- وهو الصحيح - أن من قَذفَ واحدةً من أمهات المؤمنين؛ فهو كقذف عائشة (٥).
(١) انظر "الصارم": (٣/ ١٠٤٥). و"المغني": (١٣/ ٤٦٤). (٢) "الصارم": (٣/ ١٠٤٨). و"الشفا": (٢/ ٥٤٥ وما بعدها). (٣) "الصارم": (٣/ ١٠٥٠). و"الشفا": (٢/ ٥٥٤ وما بعدها). (٤) ذكر في الصارم منهم: إسماعيل بن إسحاق. (٥) انظر ما تقدم.