وحديثا، بل إلى الساعة لم أعلم أحدا من الصحابة قال: إنها لا تفنى، وإنما المنقول عنهم ضد ذلك ولكن التابعون نقل عنهم هذا وهذا.
[أدلة خلود النار من الكتاب]
وأما القرآن، فالذي دل عليه وليس في القرآن ما يدل على أنها لا تفنى، بل الذي يدل عليه ظاهر القرآن أنهم خالدون فيها أبدا، كما أخبر الله - عز وجل - (١) في غير موضع، وأخبر أنهم يطلبون الموت (٢) ، والخروج منها (٣) ويطلبون تخفيف العذاب (٤) ، فلا يجابون: لا إلى هذا ولا على هذا، وأخبر أنهم ماكثون فيها (٥) ، وأخبر أنهم {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}(٦) .
(١) بالأصل "ذلك" وما أثبته هو الموافق للسياق. (٢) كما في قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} سورة الزخرف، الآية: ٧٧ وسيأتي ذكر المؤلف لها، قريبا. (٣) سيأتي ذكر المؤلف للآية قريبا. (٤) الآيتان ٤٩-٥٠ من سورة غافر، وسيأتي ذكر المؤلف لهما قريبا. (٥) كما في آية الزخرف ٧٧. (٦) سورة فاطر، الآية ٣٦. (٧) سورة فاطر، الآية ٣٧. (٨) سورة المؤمنون الآيتان: ١٠٧-١٠٨. (٩) سورة الزخرف، الآيات: ٧٤-٧٨.