{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ}(١) . وكذلك قوله:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}(٢) . أي عن خلق كان في الأرض قبل ذلك: كما ذكره المفسرون وغيرهم. وأما ما يظنه طائفة من الاتحادية وغيرهم: أن الإنسان خليفة الله فهذا جهل وضلال، ولهذا لما قالوا لأبي بكر: يا خليفة الله! قال: لست خليفة الله؛ بل خليفة رسول الله، وحسبي ذلك (٣) .
[خلافة الصديق حق وصواب بالنصوص والإجماع]
خلافة الصديق: دلت النصوص الكثيرة على أنها حق وصواب، وهذا مما لم يختلف العلماء فيه. واختلفوا: هل انعقدت بالنص الذي هو العهد كخلافة عمر، أو بالإجماع والاختيار؟ (٤) .
التحقيق في خلافة أبي بكر، وهو الذي يدل عليه كلام أحمد: أنها انعقدت باختيار الصحابة ومبايعتهم له، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بوقوعها على سبيل الحمد لها، والرضا بها، وأنه أمر بطاعته وتفويض الأمر إليه، وأنه دل الأمة وأرشدهم إلى بيعته. فهذه الوجوه الثلاثة -الخبر، والأمر، والإرشاد- ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(١) سورة النور: ٥٥. (٢) سورة البقرة: ٣٠. (٣) منهاج جـ٤/ ٩٤. جـ٢/ ٢٢٢. (٤) وأما قول الإمامية: إنها ثبتت بالنص الجلي على علي، وقول الزيدية والجارودية: إنها بالنص الخفي عليه، وقول الراوندية: إنها بالنص على العباس فهذه أقوال ظاهرة الفساد عند أهل العلم والدين، وإنما يدين بها إما جاهل، وإما ظالم، وكثير ممن يدين بها زنديق.