وأهل السنة مجمعون على تعظيم عائشة ومحبتها، وأن نساءه أمهات المؤمنين اللواتي مات عنهن كانت عائشة أحبهن إليه وأعظمهن حرمة عند المسلمين، وقد ثبت في الصحيح: «أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة (٢) لما يعلمون من محبته إياها، حتى إن نساءه غرن من ذلك وأرسلن إليه فاطمة رضي الله عنها تقول له: نساؤك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقال لفاطمة: أي بنية! أما تحبين ما أحب قالت: بلى. قال: فأحبي هذه» الحديث في الصحيحين (٣) ، وفي الصحيحين أيضًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى»(٤) ، وكان في مرضه الذين مات فيه يقول:«أين أنا اليوم» استبطاء ليوم عائشة (٥) ، ثم استأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فمرض فيه، وفي بيتها توفي بين سحرها ونحرها وفي حجرها وجمع بين ريقها وريقه (٦) ، وكانت رضي الله عنها مباركة على أمته حتى قال أسيد بن حضير لما أنزل الله آية التيمم بسببها:«ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، ما نزل بك قط أمر تكرهينه إلا جعل الله فيه للمسلمين بركة»(٧) ، وقد كانت نزلت آية براءة قبل ذلك لما رماها أهل الإفك فبرأها الله من
(١) ذكر ذلك الشيخ رحمه الله في بحث المفاضلة بينها وبين خديجة. (٢) البخاري ك ٦٢ ب٣٠. (٣) مسلم رقم (٢٤٤٢) . (٤) البخاري ك ٦٢ ب٣٠. ومسلم ك ٤٢ ح ٢٤٤٧. (٥) البخاري ك ٦٢ ب ٣٠. ومسلم ك ٤٢ ح ٢٤٤٣. (٦) مسلم (٢٤٤٣) ، والبخاري في عدة أبواب (انظر جامع الأصول جـ١١ ص٦٢-٦٨) . (٧) البخاري ك ٦٢ ب ٣٠.