نَحْتطب (١) من شجرة، فسبَّني فأغضبني، فضربتُه بالفأس على قرنه، فقتلتُه. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هل لك من شيء تؤدّيه عن نفسك؟» قال: ما لي مالٌ إلا كسائي وفأسي. قال:«فترى قومَك يشترونك؟» قال: أنا أهْوَن على قومي من ذاك، فرمى إليه بنِسْعتِه. وقال:«دونَك صاحبَك»، فانطلق به الرجل. فلمَّا ولَّى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن قتلَه فهو مثلُه»، فرجع فقال: يا رسول الله! بلغني أنك قلتَ: «إن قتلَه فهو مثلُه» وأخَذْتُه بأمرِك، فقال [ق ٧٠] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما تريدُ أن يَبوءَ بإثْمِك وإثم صاحبك؟» قال: يا نبيَّ الله ــ لعله قال ــ: بلى، قال:«فإنه كذلك». قال: فرمى بنِسْعَته وخلّى سبيلَه.
وفي «مسند أحمد»(٢) من حديث عبدالجبار بن وائل، عن أبيه قال: أُتيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجَّ في الدَّلو، ثم صَبَّ في البئر، أو شَرِب من الدّلو، ثم مجّ في البئر، ففاح منها مثل ريح المِسْك.
وفي «المسند»(٣) عنه أيضًا: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد على أنفه مع جبهته.
وسمعته يقول:«آمين» يمدّ بها صوته.
(١) كذا في الأصل و (ف) وفي بعض مصادر الحديث، وفي الصحيح «نختبط» وراجعتُ نسخة ابن خير من صحيح مسلم (ق ٢٥٣) فوجدته كذلك، وهو كذلك في «إعلام الموقعين»: (٦/ ٤٩٩) للمصنف. (٢) (١٨٨٣٨). (٣) (١٨٨٤٠). وما بعده (١٨٨٤١).