تَعْلَمُونَ (١١)} يعني أنَّ الجهاد خير لكم من قعودكم طلبًا (١) للحياة والسلامة. فكأنَّها (٢) قالت: فما لنا في هذا (٣) الجهاد من الحظّ؟ فقال:{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} مع المغفرة {وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. فكأنّها (٤) قالت: هذا في الآخرة فماذا لنا (٥) في الدنيا؟ فقال:{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
فلله ما أحلى هذه الألفاظ وما ألصقها بالقلوب وما أعظمها جذبًا لها وتسييرًا إلى ربِّها، وما ألطف موقعها من قلب كلّ محبّ! وما أعظم غنى القلب وأطيب عيشَه (٦) حين تباشره معانيها! فنسأل اللَّه من فضله إنَّه جوادٌ كريم.