شيء. وهذا من أغلاطهم في المعرفة والسلوك، فإنَّ هذا المشهد لا يدخل صاحبه في الإيمان فضلًا عن أن يكون أفضلَ مشاهد أولياء اللَّه المقرَّبين، فإنَّ عُبّاد الأصنام شهدوا هذا المشهد، ولم ينفعهم وحده.
فالفناءُ في هذا المشهد لا يُدخِل العبدَ في دائرة الإسلام، فكيف يُجعَل (٤) هو الحقيقةَ التي ينتهي إليها سيرُ السالكين، وتُجعَل حقيقةُ الإيمان ودعوةُ الرسل منزلًا (٥) من منازل العامَّة! وهل هذا إلا غاية الانحراف والبعد (٦) عن الصراط المستقيم، وقلب للحقائق؟ وكم قد
(١) وقع في الأصل و"ف، ب": "اللَّه" في الموضعين الأخيرين من الآية، سهو. (٢) "وقال تعالى" ساقط من "ط". (٣) وقع في الأصل والنسخ الأخرى سهوًا: "وقال الذين أشركوا"! (٤) "ط": "يجعله". (٥) "ف": "منزل". وهي مشبوكة في الأصل بالكلمة التالية. وفي "ط": "منزلة". (٦) "ب": "البعد والانحراف".